an imageالجلسة الخامسة ضمن فعاليات المؤتمر كانت برئاسة الدكتور نبيل الشريف، وعقدت في مكتب ارتباط الجامعة بعمان. وعرف الأستاذ الدكتور فائق مصطفى (من جامعة السليمانية – العراق)، في الورقة التي جاءت بعنوان "خيال الظل ودوره المسرحي قديما وحديثا"، (خيال الظل) بأنه أحد الفنون التمثيلية الشعبية في الثقافة العربية القديمة، إلى جانب الحكواتي والقرقوز ومسرح التعزية. وهذا الفن التمثيلي يتكون من دمى مصنوعة من الجلد المضغوط أو الورق، تُحرك خلف ستار من القماش، خلفه مصباح يعكس ظلال الدمى على الستار، ويحرك هذه الدمى صاحب الخيال، ويلقي في الوقت نفسه حوار القصة واغانيها، ويشاركه في ذلك ممثلون آخرون.

واستشهد مصطفى بأشهر من كتب تمثيليات خيال الظل، وهو الشاعر ابن دانيال الموصلي (646-711هـ)، وقد وصلنا ثلاثة من نصوصه هي (طيف الخيال) و(عجيب وغريب) و(الضائع اليتيم). وهي نصوص يتوافر فيها اغلب مقوّمات المسرحية من قصة وشخصيات وحوار وأغان ووسائل اضحاك.

ورمى البحث الذي قدمته الدكتورة اماني العاقل (من جامعة حلب – سورية)، والذي جاء بعنوان "التحولات الإبستمولوجية لتجليات الثقافة الشعبية في الخطاب الأدبي"، إلى بيان التحوّلات الإبستمولوجية التي طرأت على تجليات الثقافة الشعبية في سورية بين مرحلتين مختلفتين، الأولى 1960م والثانية 2005م، وذلك من خلال نموذجين قصصيّين الأول مجموعة " حياة جديدة" لفاضل السباعي التي صدرت طبعتها الأولى عام 1956، ثمّ عُـدّلت في طبعتها الثانية سنة 1961، أما النموذج الثاني فهو مجموعة "المشربية" لشهلا العجيلي التي صدرت عام 2005م.

وقد تعمدت العاقل اختيار كاتبين من حقبتين مختلفتين وجيلين متباعدين للوقوف على تحولات هذه الثقافة في ذهن المبدع عبر نصف قرن، إذ وقف البحث على الماهيات والأسباب التي صنعت الاختلاف بين النموذجين من خلال تفاصيل الحكاية الشعبية، واستحضار المكان الشعبي، إضافة إلى نموذج " المرأة الشعبية" ، وذلك من أجل الوقوف على اختلافات وتحولات الرؤية والتلقي للطاقة المعرفية والثقافية المُضَمّنة في الخطاب الأدبي بين هذه المرحلة والمرحلة السابقة.

وتناول الدكتور عماد الشمري (من جامعة الحسين بن طلال – الأردن) في بحثه "الأمثال والكنايات الأردنية دراسة صوتية صرفية" الجانبين الصوتي والصرفي في الأمثال والكنايات الشعبية الأردنية، تحدث فيه عن اللهجات الأردنية ودورها في تشكيل الثقافة الشعبية، وأشار إلى أوجه الاختلاف وأهميته من الناحية الاجتماعية والثقافية والحضارية من خلال الكلام المشافه في الاستعمال اليومي.

ولخص الدكتور نادر قاسم (من جامعة النجاح الوطنية – فلسطين) في بحثه "تجليات الأغنية الشعبية والحكاية الشعبية في أدب وليد سيف" مصادر التراث الشعبي المختلفة التي نهل منها وليد سيف، وهو من الشعراء الذين نظروا إلى هذا التراث نظرة احترام، وأفاد من مضامينه افادة واضحة، فوظف الأغنية الشعبية والحكاية الشعبية وبعث في أوصال النص التراثي فاعلية جديدة تتوازى وفاعلية النص الشعري الحاضر مما أكسبه أبعادا حداثية.

وسلطت الورقة التي قدمها الشاعر والباحث حكمت النوايسة من وزارة الثقافة الأردنية الضوء على الدور الذي تضطلع به وزارة الثقافة في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، من خلال إعطاء نبذة تاريخية عن هذا الدور، وإضاءة المشروعات الحالية للوزارة بعد تأسيس مديرية التراث فيها، واللجنة الوطنية العليا للتراث. فضلا عن الصعوبات التي تواجه القائمين على البحث في التراث، والأساليب المتبعة في عمليات التوثيق، والحفظ، والصون، كما استعرض نماذج من عمليات التوثيق الشفوي التي تمّت في الأردن.

وكشف النوايسة عن حرص الوزارة جمع التراث الشفوي الأردني الذي جرى تسجيله على أشرطة كاسيت، وقال إنه سيتم نقل هذه التسجيلات إلى أقراص مدمجة كي يتم حفظها من التلف والضياع. وقال إن هذه التسجيلات تحتفظ بسجل ثري عن تراث الأردن في حقبة نادرة مات غالبية شهودها.


رئيس الجلسة: د.نبيل الشريف


فائق مصطفى « )خيال الظل( ودوره المسرحي قديما وحديثا »

رشا العلي « تقنيات توظيف التراث الشعبيّ في مسرح سعد الله ونوس »

أماني العاقل « التحولات الابستمولوجية لتجليات الثقافة الشعبية في الخطاب الروائي »

نادر قاسم « تجليات الأغنية والحكاية الشعبية في شعر وليد سيف »

عماد الشمري « ظواهر لهجيّة صوتيّة في اللهجات الأردنيّة »

حكمت النوايسة « جمع التراث الشعبي وتدوينه ، تجربة وزارة الثقافة الأردنية »